روتين الخدمة

روتين الخدمة من

كتاب هل تخدمني أنا؟!




يحث أن تصاب الخدمة أو الخدام بمرض الروتين الذي يجعلهم لا هم لهم إلا أن يسيروا وفقا لمبادئ ونظم وضعها رواد الخدمة وتكون خارجة عن حقيقة ما جاء في قوانين الرسل والأباء القديسين، ولا يمكنهم أن يتجاوزوها قيد أنمله، وكأنها في نظرهم مبادئ أنجيليه، مع أنها مجرد أفكار بشرية طال عليها الزمن في التطبيق، وأصبحت حالياً لا تتناسب مع روح العمل أو روح العصر في التنفيذ مما جعلها روتينا عقيماً كثيراً ما يعطل العمل...
وقد يبرر الخادم تنفيذه لهذه الأفكار أنها نوع من الطاعة لرائد الخدمة، لكن هل هي طاعة في الرب، أم مجرد طاعة لأجل المجاملة أو نوعاً من الرياء، فإن كانت هكذا فهي تكون على حساب علم الله الذي يتعثر بسبب هذه المعطلات المختلفة بسبب هذا الروتين، ومن أهم المعطلات الآتي:
1- التسلسل الإداري العقيم في الخدمة

مظهر من مظاهر العثرة في العمل، إذ أننا لكي نصل إلى قرار في مسألة ما لابد لهذا القرار أن يمر بمرحلة طويلة تبدأ من المسئول الأول وتمر على عدد من القيادات والمسئولين إلى أن تنتهي أخيراً إلى شخص المنفذ، وكان يمكن أن يختصر الطريق، وتسير الأمور بسهولة ويسر، ويصدر القرار بسرعة حتى لا يتعطل العمل خاصة إذا كان هذا القرار في عمل تنفيذي وليس على مستوى التخطيط.
2- المركزية في التنفيذ في الخدمة

ظاهرة من الظواهر التي قد توجد في العمل فيتعطل سير الأمور، وذلك عندما لا يكون للخادم حرية التحرك أو التصرف إلا بأمر المسئول وتعليماته بحيث إذ غاب الأمين فترة زمنية عن موقع العمل يمكن أن تتعطل الخدمات بسبب غيابه، فهل هذه الظاهرة تعتبر صحية في عمل الرب؟؟ وإذا كان العالم اليوم ينادي باللامركزية وأعطاء التفويضات المختلفة من الرئيس إلى المرؤوس فكم يكون الوضع بالنسبة للعمل الروحي الذي يجب أن يبني أساساً على التنازلات المختلفة وقد يكون الدافع إلى هذا الأسلوب من المسئول ليس هو الظهور أو الذات ولكن شعوره بأن صالح العمل يقتضي هذا. لكن يجب على مثل هؤلاء المسئولين أن يعيدوا النظر في حساباتهم ويتأكدوا أن هذا الأجراء ما هو إلا روتين يعطل سير العمل وينبغي ألغاؤه.
3- كثرة الاجتماعات والأفكار النظرية في الخدمة

ظاهرة ثالثة لعبادة الحرف في الخدمة يترتب عليها أن تصبح الخدمة نظرية، إذ أننا نجد الاجتماعات الكثيرة، واللجان المختلفة، وما هي إلا أقوال وملفات تفتح وتمتلئ بالأوراق دون أن يقوم العمل الإيجابي، ويقتنع الأمين بهذه الإجراءات، ويشعر أنه قد أدى العمل المطلوب، ولكن أين العمل الميداني الذي تم نتيجة هذه الاجتماعات، وهذه التنظيمات؟ لا شئ.
لذلك ينبغي أن نتخلص من هذه الظاهرة التي تشغلنا عن العمل الأصلي، وهو كسب النفوس البعيدة عن المسيح، أننا يجب أن نكون خدام عمل وليس خدام كلام أو حبر وورق، فمن الأفضل أن نضع قرارات قليلة ونحرص على تنفيذها مِن أن نتخذ العديد من القرارات وكلها تحفظ داخل الملفات دون تنفيذ، كما أن قراراتنا التي تصدر يجب أن تسير وفق إمكانياتنا في التنفيذ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

page load in

الوقت الآن

المتواجدون الآن