قصة حياة الأنبا كاراس السائح

قصة حياة الأنبا كاراس السائح

عيد نياحته 8 أبيب 15 يوليو

قصة حيا الأنبا كاراس قبل الرهبنة
ولد قديسنا العظيم الأنبا كارس السائح في النصف الاول من القرن الخامس الميلادي بمدينة روما
وعاش حتي اوائل القرن السادس الميلادي
ومن المعتقد انه عاش حولي 95 سنة منهم :
57 سنة متجولا في البرية
ويعتبر قديسنا الانبا كاراس السائح من مشاهير السواح في القرن السادس الميلادي

ان الانبا كارس السائح شقيقا للملك المحب لله الملك ثيؤدسيوس.
وكان كلاهما بارين , يصنعان صدقات كتيرة ,عاشوا في العالم دون ان يعش
العالم في قلوبهم ,كان حبهما لرب المجد القدوس اقوي من حبهم للعالم بكل ما فيه
وهذا ان دل يدل علي انهما نشان في عائله مباركة تقية خائفة الله ,ربياهما علي الفضيلة والصلوات والاعمال الصالحة,فنشان علي المبادئ المسيحية المثلي .
كان الملك ثيؤدسيوس متزوجا وله اولادا يعيش في مخافة الله حياة مقدسة رغم مكانته العالمية ومركزه الكبير كملك
وكان قديسنا الانبا كاراس في ذلك الوقت يفكر في قول رب المجد القدوس
ان اردت ان تكون كاملا,فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء ,فيكون للك كنز في السماء تعالي ةاتبعني
مت 19:21
ويقول في نفسه ان كلمات الرب القدوس صادقة وانه من غير الممكن ان اصل الي هذا الكمال وانا مازلت احيا بين الناس في العالم ........
ان كان سؤاللك حسب مشيئتة الله ومرشاته ,فلا تكف عن السؤال حتي تناله
ق.باسيليوس الكبير
مرض زوجة الملك ثيؤدوسيوس
مرضت زوجة الملك ثيؤدوسيوس طال رقادها ,ولم تجد راحة واشتد المرض عليها..
فصلبت من زوجها الملك ان يسمح لها بالسفر لارض مصر ,لعلها تجد في احد قديسها من يصي لاجلها ,فتشفي ولكي تستمتع بشمس مصر وطيب هوائها الجميل..
فللوقت.......... اجاب المللك طلبها .
ثم ذهب لاخيه قديسنا الانبا كارس يطلب منه السفر مع الملكة الي مصر لمعرقته بالغة اليونانية فوافق قديسنا طلب اخية الملك
تم تجهيز المراكب بكل مايلزم السفر وارسل الملك معهما ماءة جندي لخدمتهما
وحراستهم غير الخدم الخاص لخدمهة ورعاية الملكة لمرضها ، واقلعوا حتي وصلوا بالمراكب الي الاسكندرية ولكن الملكة لم تجد راحة هناك ، فاقلعوا حتي وصلوا الي ساحل الميمون وكان هناك والي البهنسا مقيما في ذللك اليوم بالميمون. فمضي احد الجند اليه وعرفه بان الملكهة زوجة الملك ثيؤدسيوس واخية كاراس علي الساحل.

فلما سمع الحاكم نهض مسرعا ومعه اعوانه لكي يقدموا فروض الطاعة والولاء...
فاسرع قديسنا الانبا كاراس واعلم الملكة بذلك وعندما تلاقي مع الوالي ،اخبرته عن سبب مجيئها وشكت له الحالة ضعفها الشديد وانها قد حضرت لطلب الشفاء من هذه الاوجاع الصعبة .
وكان قديسنا الانبا كاراس يترجم للوالي كل ما تقوله الملكة ،مما جعله يتالم كثير بسببها .
وكان مع الوالي جندي اسمة بطرس ،هذا سجد للمكلة وقال لها

اعلمك ياسيدتي ........................
انني قد حضرت من انصنا في السنة الماضية ،فوجدت بشمالها في جبل العمود مجمع رهبان به شيوخا سواحا مع بعضهم يتحدثون بعظائم الله .
جائهم انسان مربوط اليدين والرجلين ،
وهو يصرعه الشيطان ويصرخ قائلا:
احرقتني ياأباهور البهجوري ...........................................
انا اهرب من جبل العمود لاجلك
†فسألت ألاخوة عن القديس أباهور حتي آخد منه بركة.
†فقالوا لي :انة داخل قلايته
فيما انا اتكلم معهم ........... اذا الشيطان يصرع الرجل الذي يسكن فيه ويتركه يائسا
كالميت وبعدها قام معافي.
†فسأله ألاخوة عرفنا بالذي رايته؟!!!!!!!!!!!
†فقال لهم :اني رايت انسانا نورانيا ورجلا شيخا معه وهو يقول له :
يأبهور ياحبيبي ......................
هوذا قد أبرأته من اجلك...........
ووهبته لك
†وكان قديسنا الانبا كاراس يشرح للملكة زوجة اخية جميع ماتكلم به الجندي بطرس
†فقالت الملكة لقديسنا :اسأله ان يعرفنا الطريق؟
†فقال قديسنا لبطرس:الملكة تسالك ان تعرفها الطريق؟
†فأجاب بطرس :نعم وطاعة لسيدتي
قديسنا الانبا كاراس في انصنا :
أخد الوالي مركبين وملآهم هديا للملكة وركب هو وأجناده وبطرس الجندي بصحبتهم ،واقلع الجميع تجاه انصنا حتي وصلوا الي جبل العمود حيث يعيش القديس اباهور وأولاده الرهبان المباركين.
فقال بطرس للوالي
انشظر ماذا نصنع ياسيدي الان
فان أقمت في هذا الموضوع يومين ،لن تقدر ان تبصره ،لانه انسان يهرب من المجد الباطل.
فقال الوالي للملكة :
اتريدي ياسيدتي أن امضيوأمسكه وأحضره رغما عنه ........؟
فلما علمت الملكة من قديسنا الانبا كاراس مايدور من حديث قالت له :
اخبر الوالي أن يبطل هذا الكلام الجهل الذي قاله لنا ،
أيستطيع أن يمسك رجل الله من غير ارادته ،أما تعلم انك متي فعلت هذا لاينالني شفاء!!

بل يزيد مرضي . نحن ننام هنا الليلة هنا والغد لتكن مشيئة الرب القدوس ........ فسمعوا منها .
وفي الصباح الباكر ......... اخبر قديسنا ألانبا كاراس الوالي ألا يدع احد من الجند
يخرج من السفن ..............
وأدخلوا الملكة الي داخل المحفة،وحملها اربعة من رجل الخدام واربعة من الحرس يمشون أمامها واربعة اخرين امام قديسنا الانبا كاراس وهو يمشي عن يمين المحفة
وبطرس الجندي يتقدم الركب حتي وصلوا بالقرب من مغارة القديشس أباهور،
فانزلوا المحفة ...........
اشرع الانبا كاراس وأخبر الرهبان بان زوجة الملك ثؤدسيوس مريضه وترجوا وتسأل ان يصلي القديس أباهور عليها لتجد الشفاء ببركة صلاته .
فمضي أخ من الرهبان وهو القديس ببنوده تلميذ القديس أباهور ،والذي كان يعاونه في شغاله وأشغال ألاخوه لافتقاد أحوالهم ،وكان ملازما له ليخبر القديس أباهور ،
فوجده واقفا يصلي وهو يتلو في المزمور:

الرب يعطي رحمهة ومجدا.
لايمنع خيرا عن السالكين بالكمال يارب الجنود
طوبي لانسان المتكل عليك.
مز84:11,12
بعد ان انتهي القديس أباهور صلاة المزمور الذي كان يتلوه...........
طرق الراهب ببنوده تلميذه الباب قائلا:
اغابي يابي القديس.
ففتح القديس أباهور الباب متسائلا عن سبب حضوره .
فاخبره الرهب ببنوده بان زوجه الملك محب الله ثيؤسيوس مريضة جداااا، وهي تسأل من قدسك أن تصلي لها لتشفي من مرضها ،وان معها الامير كاراس اخو الملك وكثير من الجندي والحراس والوالي واعوانه والجميع بالقرب من هنا.
فقال له القديس أباهور:
انني هربت من العالم وجئت الي هذه البرية خوفا من مكائد العدو وطالبا خلاص نفسي .......
وانا ليس لي ملكة غير الملكه القديسة مريم العذراء والدة الاله .
فأخبره الراهب ببنوده بأنها ضعيفة وهي اتت من بلاد بعيده ، قاصدة صلاتك للشفاء
فقال له القديس أباهور :
امضي وأخبرهم يابني ............من انا الحقير ،حتي يأتون الي ........... وأخذ في البكاء الشديد .
فخرج الرهب ببنوده وذهب الي الامير كاراس واعلمه بكل ما قاله القديس أباهور
وعندما علمت الملكة بما قال القديس أباهور بكت وقالت في حزن شديد :
انا المشكينة وأحقر من كل الناس ولست مستحقه أن انظر رجل الله القديس أباهور لعظم خطيتي......
واني اتيت الي رجل الله بصفتي ملكة بل مسكينة مريضة ،وطالبة من اجل ربنا يسوع المسيح له المجد ياأبي أن تذكرني في صلواتك ،صلي علي لعلي اجد الشفاء من هذا المرض الذي في جوفي .............
ولم علم القديس أباهور بما قالته الملكة وسمع عن حسن اتضاعها ........قام وذهب اليها .....
فلما رآه المير كاراس خر ساجدا تحت أقدامه قائلا متهللا:
أذكرني في صلواتك وبارك علي يابي
فقال له اباناالصباوي القديس اباهور:
الرب الاله يباركك يابني
ونزلت الملكة من المحفة سجدت أمامه وبكت ........فاقامها القديس اباهور وقال لها
آمني بالله ......فهو لايخب تعبك وسعيك
ثم أخذ يعظها من الانجيل المقدس عن الايمان وقال لها :
طوبي للرجماء لانهم يرحمون .
بالكيل الذي تيكلون يكال لكم .
ثم قال لها :
اعلمي يابنة ان ماأصبك انما ت؟أديبا من الرب القدوس لآجل قساوة قلبك وعدم الرحمة مع عبيدك ..
ولكن الرب الاله يرحمك يهب لك الشفاء.
فسجدت وقالت له :
اغفر لي يابي ..وحق صلواتك المقدسة اني اتوب من كل قلبي وسارضي الرب القدوس بقية ايام حياتي وساحفظ ما توصيني به.
فقال لها القديس أباهور :انتظري .........
ودخل قلايته وبسط يديه الطاهرتين للصلاة وظل وقتنا طويلا في الصلاة من اجل شفاء الملكة واضعا امامه قليلا من الماء والزيت ...........
ولما فرغ من الصلاته ،اخذ الماء وبه قليل من الزيت وذهب الي الملكة وقال لها :

اشربي هذا القليل من الماء والزيت
وللوقت فعلت هكذا ......وعندما نزل الزيت والماء في جوفها وجدت راحة،وبعد قليل خرج من جوفها مثل الصديد وبرئت في الحال من مرضها .
فسجدت تمجيد الرب القدوس صانع العجائب علي يد قديسه ثم نظرت الي القديس أباهور شاكره ..............

صلاه البار مفتاح السماء ،
وبقوتها يستطيع كل شي
ق.اغسطينوس
ثم نظرت الي الامير كاراسوطلبت منه ان ياتي بالفي دينار ذهب وعرضتها علي القديس أباهور.
فلما نظر القديس أباهور ذلك قال لها :
أما سمعتي ماقاله الرب القدوس في انجيله المقدس
مجانا اخذتم ........... مجانا أعطوا
فقال قديسنا الانيا كاراس له :يابأنا ............اسمح واقبلهم لانفاق علي الدير وعلي الاخوة .
فأجابه القديس أباهور :الدير وألاخوة يابني {ب المجد القدوس يدبرهم كما يشاء ويريد.......
وشغل اليد الذي نعمله يكفينا ويزيد ........
ثم قال :انصرفوا بسلام .......... سلام الرب معكم .........
فقبل الجميع يديه الطاهرتين طالبين الصلاة من أجلهم وانصرفوا ...........
فنظر الامير كاراس اليه وقال :
اذكرني يابي في صلواتك.
ومضوا الي بلادهم وهم يسبحونرب المجد القدوس

وذاع شفاء الملكة في كل روما ،وكان في هذا اليوم فرح عظيم في القصر وروما كلها ............
واقالم الملك تيؤدسيوس احتفالات للرب القدوس لشفاء الملكة ،لجميع الاهل والاقارب والاحباب واقاموا الولائم الفاخرة للفقراء والاغنياء والمساكين والمحتاجين
واستمرا علي هذا سبع ايام متتالية.............
في ذلك الوقت كان الامير كاراس يفكر فيما حدذث ويصلي بموع ذاهدا في الدنيا وأيقن أن ملازمة ربنا يسوع المسيح له المجد خير به من ملازمه العالم ..........
ولما راي الروح القدس ،صدق قلبه وحبته للرب يسوع المسيخ له المجد ،ووجد فيه جوهر ثمينة،فحرضه علي ترك العالم ،لكي يعيش في عشق الهي للمسيح له المجد عريسة السماوي .

وبعد ذللك تكمله مخطوطة دير البرموس بيد الانبا بموا


تقدم سيرة القديس أنبا كاراس صورة حيّة عن "السياحة" بكونها مؤازرة نعمة الله للمؤمن المجاهد ليتمتع بدرجة سامية في الاتحاد مع الله. لقد عاش أنبا كاراس حوالي 57 سنة لم يرَ وجه إنسان حتى جاء إليه القديس أنبا بموا للتعرّف عليه، فيسجل لنا سطورًا من سيرته التي لا يعرف سرّها إلا من اختبرها، ويقوم بتكفينه ودفنه. قال عنهم الشيخ الروحاني: "أولئك الذين أشرقْت عليهم بشعاعٍ من حبك لم يحتملوا السُكني بين الناس".

دخوله البرية:


هو شقيق الملك ثيؤدوسيوس الكبير؛ فقد عرف هذا القديس جيدًا فساد العالم وسرعة زواله، فترك كل ماله وخرج لا يقصد جهة معلومة. فأرشده الله إلى البرية الغربية الداخلية وهناك قضى سنين كثيرة وحده لم يبصر خلالها إنسانًا ولا حيوانًا.

القس بموا ينطلق إلى البرية:
كان في برية شيهيت قس قديس يسمى بموا وهو الذي كفَّن جسد القديسة إيلارية، ابنة الملك زينون المحب لربنا يسوع (474-491م). اشتهى هذا الأب أن يرى أحدًا من عبيد المسيح السُواح، فساعده الرب حتى دخل البرية الداخلية فأبصر كثيرين من القديسين. وكان كل منهم يعَّرفه عن اسمه والسبب الذي أتى به إلى هنا، أما هو فكان يسأل كلاً منهم قائلاً: "هل يوجد من هو أكثر توغُّلاً في البرية منكَ؟" فيجيبه: "نعم".

مع القديس سمعان القلاع السائح:
في اليوم الرابع من سيره في البرية الداخلية وجد الأنبا بموا إحدى المغارات، وقد كان الباب مغلقًا بحجرٍ كبيرٍ، فتقدم وطرق الباب. فسمع صوتًا يقول له: "جيد أن تكون هنا اليوم يا بموا كاهن كنيسة جبل شيهيت، الذي استحق أن يكفن جسد القديسة الطوباوية إيلارية ابنة الملك العظيم زينون". ثم فتح له الباب ودخل وقبّل بعضهما البعض، وجلسا يتحدثان بعظائم الله ومجده. سأله الأنبا بموا: "يا أبي القديس، هل يوجد في هذا الجبل قديس آخر يشبهك؟" تطلع المتوحد إلى وجهه وصار يتنهد، وقال له: "يا أبي الحبيب يوجد في البرية الداخلية قديس عظيم، والحق أقول لك أن العالم لا يستحق أبدًا وطأة واحدة من قدميه". سأله أنبا بموا: "وما هو اسمه يا أبي؟" فقال: "الأنبا كاراس". إذ سأله الأنبا بموا عن اسمه وعدد السنوات التي عاشها في المغارة، أجابه: "اسمي سمعان القلاع. ولي اليوم ستون سنة في هذه البرية لم أنظر وجه إنسان. وأتقوّت في كل سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة علي هذا الحجر الذي تراه خارج المغارة. وهذه الخبزة بنعمة المسيح تكفيني إلى السبت الذي يليه". عندئذ قال له الأب بموا: "باركني يا أبي القديس وصلي لأجلي لكي أرحل وأسير في طريقي إلى الأنبا كاراس".

مع الأنبا بلامون القلاع:


سار بعد ذلك ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ وهو متهلل بالروح، يصلي ويسبح الله حتى بلغ مغارة أخري. وإذ قرع الباب أجابه صوت يحمل روح الفرح والتهليل. ظنّه القديس كاراس. قال له القديس بلامون: "الويل لي يا أبي القديس. أعرفك يا أبي إن داخل هذه البرية قديس عظيم، العالم بأسره لا يستحقه، وصلواته تبدِّل الغضب الذي يحل من السماء علي الأرض، وأن الرب يستجيب صلواته سريعًا". "من أكون أنا المسكين حتى أكون أنبا كاراس هذا الذي هو حقًا شريك للملائكة وشريك الطبيعة الإلهية". قال له أن اسمه بلامون، وأنه منذ تسعة وسبعين عامًا يسكن في تلك البرية، يعيش علي النخيل الذي يطرح له الثمر، فيأخذ كفايته ويشكر المسيح. طلب منه الأنبا بموا أن يصلي من أجله ويباركه فأجابه: "الرب يسهِّل لك خطواتك، ويرسل لك ملائكته لتحرسك في طريقك"، فخرج من عنده فرحًا ومملوء سلامًا. وهكذا حتى وصل إلى القديس كاراس آخر الجميع، وهذا ناداه من داخل مغارته قائلاً: "أهلا بالأنبا بموا قس شيهيت"، فدخل إليه وبعد السلام سأله الأنبا كاراس عن أمور العالم وأحوال الولاة والمؤمنين. وصفه الأنبا بموا قائلاً أنه كان منيرًا جدًا، وكانت نعمة الله علي وجهه، وكانت عيناه مضيئتين جدًا. وهو متوسط القامة، ذا لحية طويلة لم يتبقَ فيه إلا شعيرات سوداء قليلة بعد أن أصبحت بيضاء كالثلج. وهكذا كان شعر رأسه. كان يرتدي جلبابًا بسيطًا، هو نحيف الجسم ذو صوت خافت وفي يده عكاز.

رؤيته نفس الأنبا شنودة:
لما بلغ اليوم السابع من شهر أبيب أخذ القديس كاراس يبكي وقد رفع عينيه إلى السماء وهو بين الفرح والحزن، ثم قال للأنبا بموا: "إن عمودًا عظيمًا قد سقط اليوم في صعيد مصر"، ولما استفسر منه الأنبا بموا أجاب القديس: "إنه القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وقد تنيّح اليوم ورأيت روحه الطاهرة صاعدة إلى علو السماء وسط تهليل الملائكة. وقد اجتمع الرهبان حول الجسد المقدس يتباركون منه وهو يشع نورًا وبركة".

نياحته:
بفرح شديد قال الأنبا كاراس للأنبا بموا: "يا أخي الحبيب، لقد أتيت اليوم إليّ، وجاء معك الموت، فإن لي اليوم زمانًا طويلاً في انتظارك أيها الحبيب. خلال هذه المدة كلها (57 سنة) لم أنظر وجه إنسانٍ قط، وطوال هذا العمر كنت أنتظرك بكل فرحٍ وصبرٍ واشتياقٍ كبير". تحدث الاثنان معًا عن عظائم الله، ومكث معه يومًا، وفي نهايته مرض القديس أنبا كاراس بحمي شديدة، وكان يتحرك مترنحًا وهو يتنهد ويبكي قائلاً: "جاءني اليوم الذي كنت أخاف منه عمري كله يا رب. إلى أين أهرب؟ ومن وجهك كيف أختفي؟ حقًا ما أرهب تلك الساعة! كرحمتك يا رب وليس كخطاياي". كان الأنبا بموا يتعجب كثيرًا من هذا الكلام إذ كان يشعر بأنه خاطئ، وغير مستحق أن يكون في السماء. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). في اليوم التالي - أي الثامن من أبيب - ظهر نور عظيم يملأ المغارة ودخل السيد المسيح الذي كان معتادًا أن يظهر له بنورٍ ومجدٍ عظيمين ويتكلم معه فمًا لفم، وأخذ روح الأنبا كاراس في حضنه ثم أعطاها لميخائيل رئيس الملائكة. فتبارك الأنبا بموا من جسده ثم كفّنه بعبائته وانثنى راجعًا يخبر بسيرته وهو يمجد الله. في طريق العودة قضي ثلاثة أيام مع الأنبا بلامون، وثلاثة أيام مع أنبا سمعان القلاع وروي لهما ما شاهد بعينيه، ثم ذهب إلى كنيسته بجبل شيهيت يروي لهما رحلته العجيبة. 

منتديات افا كاراس

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

page load in

الوقت الآن

المتواجدون الآن